السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ...
قال البخاري في " صحيحه " : " باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ " .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ "
قُلْنَا : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى ؟ " ، قَالَ : " فَمَنْ ؟ " .
قال الحافظُ ابنُ حجر - رحمه الله - : " والذي يظهر أن التخصيص إنما وقع لجحر الضب لشدة ضيقه ورداءته
ومع ذلك فإنهم لاقتفائهم آثارهم واتباعهم طرائقهم لو دخلوا في مثل هذا الضيق الرديء لتبعوهم.
وقال شيخ الإسلام : " هذا خرج مخرج الخبر والذم لمن يفعله كما كان يخبر عما يكون بين يدي
الساعة من الأشراط والأمور المحرمة " .
هذا هو الموقف الشرعي من تتبع سَنن الكفار في كلّ شيء ومنها اللباس .
وحتى من جهةِ الذوقِ العام لا بد من مراعاته ، ولا يصادم العرف الاجتماعي كيف هذا ؟!
ذكر أحمد باشا تيمور في كتابه " الأمثال العامية " ( ص 404 ) مثلاً تتناقله الألسنة
ومشهور عند الناس وهو : " كُل ما يعجبك ، والبس ما يعجبُ الناس " .
إن العيون رمتك من فجَآتها * * * وعليك من شُهْرِ اللباس لباس
أما الطعام فكُل لنفسك ما اشتهت * * * والبس ثيابك ما اشتهاه الناس .
كلنا يلحظ انتشار لبس البنطال الواسع الراخي ، والمعروف بـ " الساغي " " Saggy "
وبشكل ملفت جدا بين أوساط الشباب - مع الأسف - ، والذي يظهر جزءا من العورة المغلظة
وأصبحنا نراه في كثيرٍ من الأماكن ، وهو لا شك منقول من بلاد الغرب ، وهو مظهر لا يليق بشبابنا وأولادنا
وهو مصادم للذوق العام في بلادنا ، وقبل ذلك مصادم للشرع من جهتين :
1 - أنه يظهر العورة المغلظة .
2 - أنه تشبه بالكفار يحرم فعله .
والسكوتُ عن هذا المنظر المقرف حقيقة يزيد من انتشاره ، ولا أدري لماذا الأباء والامهات
يرضون لمن تحت أيديهم بمثل هذا اللباس الفاضح ؟!
أين المصلحون ؟
أين المربون ؟
أين العلماء وطلبة العلم ؟
أين الوالدان عن الأبناء ؟
صورة صور صوره تصوير مصور pic picture images image
فضيحة الموضة هذه المرة .. جاءت صارخة .. وخاصة لدى الشباب ..
من جيلي أو الجيل الذي يكبرني حينما يرى شابا ً يسير .. وبنطاله على وشك أن
يقع ... فالموضة تقتضي هذا الفعل ..
فشروط إرتداء البنطال ظهور (الملابس الداخلية).. ولذلك ستجد في خلفيات الشباب
حدائق من الألوان!!
فكل شاب يختار لون الملابس الداخلية الفاقع .. لكي يظهر أكثر تمشيا ً مع الموضة ..
وإستجاب البائعون لهذه الموضة ..
إلا أن مروجي الموضة .. إقتنصوا هذا الفعل المرفوض وحولوه إلى موضة .. يتهافت
عليها شباب العالم .. وكانت هذه الموضة مقتصرة على الرجال !!
إلاّ أن الدعوة في توحيد الزي أو الجنس .. جعلت الفتيات .. يسرعن إلى الإقتداء
بالشباب .. في المنافسة على إرتداء البنطال المسلوت أو مايعرف بـ (لو وست).
وحديثي عن هذه الموضة ليس من باب المناداة بملاحقة أصحاب البناطيل المسلوسة ..
ففي الاماكن العامة .. تجد هذه الموضة معممة بشكل يدعو للرثاء .. خاصة من قبل
أولئك الذين لا يحملون جمالا ً جسميا ً يمكنهم من إرتداء مثل هذه البناطيل ..
فيتحول من (صاحب صرعة) إلى ضحكة تجري على الأفواه !!
وقد حدثتني احدى القريبات من أن الفتيات بدأن يلبسون هذه الملابس
وبدأت قائلة :
هناك فتيات .. ممن لحقن بهذه الموضة متأخرا ً .. ولم تكن أجسادهن رحيمة بهن..
حيث تظهر عيوب أجسادهن بشكل مضحك وكاريكاتوري .. فبدلا ً من أن ينسل
البنطال على خصرها .. تجد أن شحومها ألقيت على قارعة الطريق .. لتكون نكتة
دسمة للموجودات بالحفل او بالمناسبة الاتى حضرن لها.
[center]
الخميس ديسمبر 27, 2007 10:56 pm
