المنزل الذكي يتحاور مع صاحبه

حوائط متحركة.. تحكم عن بعد.. حمام بالموجات الصوتية.. رسائل قصيرة من المنزل لصاحبه وبالعكس.. هذه هي ملامح منزل المستقبل الذي يحلم به العلماء والذي تم بالفعل تصميمه وتجري تجربته حاليا في كل من برشلونة وبريطانيا.
في برشلونة تم بناء منزل ذكي يتسع لأربعة افراد لتوظيف تكنولوجيا سوف تتواجد بعد سنتين علي الاكثر وهي تكنولوجيا الهاتف المحمول للتحكم في المنزل فيرسل الشخص رسائل قصيرة SMS للمنزل والعكس .تخيل مثلا انك تقود سيارتك في ليلة باردة، فسوف تستطيع ببساطة ارسال SMS للمنزل ليقوم بتشغيل نظام التدفئة وإذا كنت مسافرا تستطيع عن بعد اضاءة الانوار واطفاؤها من وقت لآخر لاعطاء الاحساس بوجود احد في المنزل بهدف حمايته من السرقة..وذلك بالاضافة إلي امكانية معرفة كل ما يدور فيه عن طريق الكاميرات الموجودة بداخله والتي تنقل لك الصور علي شاشة التليفون المحمول.
وإذا حدث عطل مفاجيء مثل تسريب الغسالة للماء، فالمنزل الذكي سيعرف تلقائيا ويقوم بقطع المياه عنها ويخبرك بضرورة استدعاء سباك لاصلاح العطل وقد تمكنت هذه المنازل من التعرف علي سلوك وعادات ساكنيها وهي تعتمد علي عنصرين اساسيين، الاول شبكة معلومات تربط بين الاجهزة الكهربائية الموجودة بالمنزل. والعنصر الثاني 'عقل' أو كمبيوتر مركزي يتحكم في هذه الاجهزة الكهربائية ويصل بينها وبين المستخدم.
مثال آخر لما ستتمتع بهذه المنازل من تكنولوجيا ان الستائر تفتح تلقائيا في الصباح لايقاظ سكان المنزل حسب ميعاد سبق برمجته بالطبع، والقهوة يتم تحضيرها بمجرد دخول الشخص المطبخ. ويمكن التحكم في المنزل والاجهزة الكهربائية عن طريق استجابتها للاوامر الصوتية وسيتم ضبط الاضواء والحرارة تبعا للجو في الخارج، فإذا كان الجو حارا سيقوم المنزل بخفض درجة الحرارة داخله ونفس الامر بالنسبة للضوء فعندما يرصد المنزل حلول الظلام يبدأ في اضاءة الانوار أوتوماتيكيا، حتي 'التندة' أو المظلة تفتح تلقائيا عند وجود شمس قوية وتغلق نفسها إذا كان الجو عاصفا.
وبالنسبة للحديقة فإن 'رشاشات' النبات لن تعمل إذا كان الجو ممطرا اما نوافذ المنزل فتقوم بتنظيف نفسها ذاتيا وهناك مكواة أوتوماتيكية لكي الملابس وتليفونات تعمل كوسائل اتصال 'انتركم' بين الغرف، كما يمكن برمجة التليفزيون والانترنت لعدم بث مشاهد عنف أو جنس امام الاطفال.
ويؤكد مدير معامل الشركة المنفذة لهذه المنازل اهتمامه بكونها صديقة للبيئة مع محاولة استغلال الطاقة بأفضل شكل ممكن.
وتشهد مدينة شيفلد البريطانية تجربة أخري لتصميم منزل ذكي حسب احتياجات سكانه بعد 10 أو 20 سنة. وعلي سبيل المثال يمكن تحريك حوائط هذا المنزل علي 'عجل' لاستخدام الغرف في اغراض مختلفة. وهناك زجاج من نوع خاص يتحول الي لون قاتم لايمكن النظر من خلاله، فيصبح حائطا زجاجيا عند مرور تيار كهربائي به. وسيتم تزويد منزل المستقبل بأثاث عملي يمكن طيه مثل 'الكنبة  السرير' وقطع يمكن طيها وتخزينها عند عدم الحاجة إليها.
اما فيما يتعلق بالترفيه ووسائل التسلية فسوف تحتوي منازل المستقبل علي شاشة كبيرة تستخدم لمشاهدة الافلام أم كشاشة كمبيوتر أو شاشة عرض تظهر صورة من يطرق الباب بالخارج. وفيما يتعلق باستخدام الماء داخل المنزل فيتوقع الخبراء في هذا المجال استبداله بتكنولوجيا الموجات الصوتية للاستحمام أو للتنظيف سواء مع غسالة الاطباق أو الملابس. فهذه الطريقة تنظف بشكل افضل واكثر صحة من الماء العادي..وتحتوي منازل المستقبل ايضا علي ثلاجة ذكية تستخدم تقنيه 'RFID'أو شريحة تعمل بموجات الراديو كوسيلة للتعرف علي جودة المنتجات لانذار الفرد حين يوشك الطعام علي الفساد، كما انها تقترح قائمة بالمشتريات التي يحتاجها الفرد وبدائلها المختلفة.