الانترنت اللاسلكي wi max

الموضوع صادر فى مجلة ويندوز الشرق الأوسط وقد قمت بتحريره وعرضه فى منتدانا dvd4arab وسأدرج اسم صاحب المقال الأساسى فى نهاية الموضوع. واليكم الموضوع اتمنى ان يحوز رضاءكم وتجدو فيه كم معقول من المعلومات.

بسم الله الرحمن الرحيم

لا جدال حول تقنية واى ماكس اللاسلكية فهى مفيدة جداً. لكن المشكلة تكمن فى رفع سقف التوقعات واعتبارها حلاً سحرياً لمشاكل انتشار الانترنت السريع هنا
فذلك لن يساعد كثيراً فى وصول هذه التقنية الينا رغم توفرها واعتمادها من قبل بعض شركات الاتصالات فى المنطقة ضمن شبكاتها الخاصة
هناك اسباب عديدة تدفع بمعظم الحكومات للتلكؤ فى ترخيص الترددات اللازمة لتشغيل واى ماكس. اهمها الخوف من خسارة عوائد الاتصالات التقليدية, لأن تقنية واى ماكس تهدد بنهاية شبكات الخليوى وتقدم بديلاً رخيصاً لها, وذلك فى حالة واحدة فقط. وهى إذا كانت الدولة هى المستفيد من تلك العوائد.
فهل نتوقع فعلاً ان ترضخ شركات الاتصالات والحكومات لتوجهات التقنية اذا لم تكن تعمل لصالحها بعد ان استثمرت الملايين فى شبكات الأتصالات المختلفة الأخرى؟
من هذا المنطق نجد ان مستقبل واى ماكس المشرق يبزغ فى الدول النامية وخاصة بعض دول افريقيا وامريكا اللاتينية حيث لا يوجد فيها شبكات اتصال تؤمن تغطية لاسلكية لائقة
أما فى الاسواق الناضجة فلا مكان لواى ماكس ما لم ترتفع الحاجة لترقية الشبكات الحالية لتلبية الطلب المتذايد لارسال وتبادل البيانات والصوت عبر الشبكات.
بالطبع هناك حالات استثنائية نتمنى ان تصبح نموذجاً لغيرها. وهى خدمات باتت متوفرة فى الأردن والبحرين ولكن ضمن شبكات شركات الاتصالات وليست خدمة كاملة للمشترك بحد ذاتها.
ففى البحرين قامت شركة زين بالاعلان عن تقديم خدمات واى ماكس ضمن شبكتها التى تعد اول خدمة من نوعها للموجة اللاسلكية ذات التغطية الشاملة لكامل الدولة
وتأتى الخدمة باسم( زين فى البيت) ويستفيد المشتركون بها من استخدام تقنية واى ماكس للاسلكية التى توفر لهم الربط السريع بشبكة الانترنت بخدمة الموجة العريضة (بسرعة تصل ل 2 ميجا\ثانية) وربطها بخدمات الهواتف النقالة مما يوفر لهم المزايا الاقتصادية والتوفير ويغنى عن تركيب خط ارضى, وتشمل الخدمة مكالمات مجانية غير محدودة بين عملاء شبكة زين( زين فى البيت) ودقائق مجانية لجميع الشبكات المحلية سواء بالهواتف النقالة او الخط الثابت. وتعد "زين" العلامة التجارية لشركة الاتصالات المتنقلة ( ام تى سى المتخصصة فى خدمات الاتصالات النقالة فى الشرق الاوسط وافريقيا.
وتعمل الشركة تحت العلامة التجارية (زين) فى الكويت والأردن والبحرين والسودان وتعرف فى العراق حالياً باسم "ام تى سى أثير"

ورغم اننا سنسمع قريباً عن توفر واى ماكس فى دول عربية اخرى هذا العام الا انها تتماثل فى طبيعتها المحدودة والخاصة بشكل محدد من الخدمة.
وكانت الشركة الاردنية "أمنية" (وهى شركة تتبع باتلكو) قد اطلقت خدمة واى ماكس بأسم يوماكس لتعتمد على الاتصالات الاسلكية بدلاً من الكابلات التقليدية فى شبكتها التى تقدم خدمة خط المشترك الرقمى DSL
وتقدم الخدمة سرعة 2 ميجابايت\ثانية بتغطية حوالى 15 كم وتتيح إجرء مكالمات هاتفية ببروتوكول الانترنت وستقدم الشركة هذه الخدمة مجاناً للعديد من المدارس فى الاردن بالاتفاق مع وزارة التربية الأردنية . لكن توفر واى ماكس لا يقتصر على البحرين والأردن فهناك مشاريع عديدة فى مختلف دول المنطقة لكنها لا تتوفر غالباً للأفراد
فهناك شركات النفط والشركات الضخمة العاملة فى مشاريع متعددة تعتمد على تقنية واى ماكس لما تقدمه من جدوى اقتصادية للأتصالات والبيانات
رغم إعلان شركات عديدة عن منتجات متنوعة من الاجهزة التى تعمل بواى ماكس الا ان هذا لا يهم كثيراً لأنه من المعروف ان التقنية تعتمد بالدرجة الاولى على توفر الخدمة اولاً. وذلك ضمن بنية تحتية من ابراج بث تؤمن التغطية اللاسلكية الواسعة
فلا يهم كثيراً الأجهزة من كمبيوترات دفترية واجهزة الهاتف النقال التى تدعم واى ماكس ما لم تكن هناك خدمة مستقرة تحمل هذه التقنية

وفى الاسواق التى تعانى من احتكار شركة اتصالات واحدة او اكثر للخدمة لا أمل لتوفير هذه التقنية بالشكل المطلوب. فطالماً ان شركات الاتصالات تسعى لحماية ارباحها الحالية فلن تسمح لأى شىء يهدد ذلك, فإن امكنها ستتجنبه بل وتمنعه احياناً.
ويأتى هنا دور هيئات ومؤسسات تنظيم قطاع الأتصالات فى كل دولة فى التدخل لأن مهمة هذه ليست حماية ارباح شركات الاتصالات, رغم ان معظمها يقوم بذلك. بل حماية مصالح وحقوق المستهلك والدولة أولاً واخيراً
لا تشكو التقنية بحد ذاتها من مشاكل وعوائق لكن شركات الاتصالات القائمة لا ترحب بكل تقنية جديدة رغم ان واى ماكس تقدم سرعات ما بين 1 و 70 ميجابايت\ثانية وتنافش خدمات خط المشترك الرقمى DSL لذلك لا نرى سوى انتشار محدود جداً فى بضعة دول ى المنطقة.

لذلك سيكون هذا العام اختباراً حاسماً امام تقنية واى ماكس بعد وعود كبيرة واهتمام متواصل. فإما ستفشل وتنتهى الضجة الاعلامية حولها او انه سيتم الاستفادة ممكا تقدمه ويتكلل استخدامها بالنجاح لتنتشر تجهيزات دعمها فى الهاتف الجوال والكمبيوتر المحمول وعتاد الاستقبال الاسلكى للكمبيوتر المكتبى. وقد بدأ العد التنازلى لحسم ذلك.

وليد عكاوى - الرئيس التنفيذى - ITP business